منتديات رومانسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةاعلانات رومانسيأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عقيده اهل السنه والجماعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



عقيده اهل السنه والجماعه Empty
مُساهمةموضوع: عقيده اهل السنه والجماعه   عقيده اهل السنه والجماعه Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 10, 2010 12:00 pm

الشيخ محمد بن صالح العثيمين
عقيدتنا الإيمان بالله وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. فنؤمن بربوبية الله تعالى، أيبأنه الرب الخالق المالك المدبر لجميع الأمور. ونؤمن بألوهية الله تعالى،أي بأنه الإله الحق وكل معبود سواه باطل. ونؤمن بأسمائه وصفاته، أي بأنه لهالأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا. ونؤمن بوحدانيته في ذلك، أي بأنهلا شريك له في ربوبيته ولا في ألوهيته ولا في أسمائه وصفاته. قال تعالى (ربالسموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) [مريم65]
ونؤمن بأنه (الله لا إله إلا هوالحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذييشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمهإلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) [البقرة255]
ونؤمن بأنه (هو الله الذي لا إلهإلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هوالملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان اللهعما يشركون. هو الله الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فيالسموات والأرض وهو العزيز الحكيم) [الحشر 22-24]
ونؤمن بأن له ملك السموات والأرض (يخلقما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانا وإناثاويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) [الشورى 49-50]
ونؤمن بأنه ليس كمثله شيء وهوالسميع البصير . له مقاليد السموات والأرض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنهبكل شيء عليم) [الشورى 11-12]
ونؤمن بأنه ما من دابة في الأرض إلاعلى الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) [هود 6] ونؤمنبأنه (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وماتسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمت الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فيكتاب مبين) [الأنعام 59]
ونؤمن بـ(أن الله عنده علم الساعةوينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفسبأي أرض تموت إن الله عليم خبير) [لقمان 34]
صفة الكلام

ونؤمن بأن الله يتكلم متى شاء بماشاء كيف شاء: (وكلم الله موسى تكليما) [النساء 164] (ولما جاء موسى لميقاتناوكلمه ربه) [الأعراف 143] (وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) [مريم52] ونؤمن بأنه لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلماتربي) [الكهف 109] (ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من ورائه سبعةأبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) [لقمان 27]
ونؤمن بأن كلماته أتم الكلمات صدقافي الأخبار وعدلا في الأحكام وحسنا في الحديث، قال تعالى: (وتمت كلمة ربكصدقا وعدلا) [الأنعام 115] وقال: (ومن أصدق من الله حديثا) [النساء 87]
ونؤمن بأن القران الكريم كلام اللهتعالى، تكلم به حقا، وألقاه على جبريل، فنزل به جبريل على قلب النبي صلىالله عليه وسلم. (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) [النحل 102] (وإنه لتنزيل ربالعالمين. نزل به الروح الأمين. على قلبك لتكون من المنذرين. بلسان عربيمبين) [الشعراء 192- 195]
[العلو]

ونؤمن بأن الله عز وجل عليّ علىخلقه بذاته و صفاته، لقوله تعالى ( وهو العلي العظيم) [البقرة 255] وقوله (وهوالقاهر فوق عباده) [الأنعام 18]
ونؤمن بأنه (خلق السموت في ستة أيامثم استوى على العرش يدبر الأمر) [يونس 3] واستواؤه على العرش علوه عليه علواخاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيته إلا هو.
ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو علىعرشه يعلم أحوالهم ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويبر أمورهم، يرزق الفقيرويجبر الكسير ويؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذلمن يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ومن كان هذا شأنه كان مع خلقهحقيقة وإن كان على فوقهم على عرشه حقيقة (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[الشورى 11] ولا نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم إنه مع خلقه علىالأرض. ونرى أن من قال ذلك فهو كافر ضال، لأنه وصف الله بما لا يليق منالنقائص.
[النزول]

ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلىالله عليه وسلم أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليلالأخير فيقول: "من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرنيفأغفر به."
ونؤمن بأنه تعالى يأتي يوم المعادللفصل بين العباد، لقوله تعالى (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا. وجاء ربكوالملك صفا صفا. وجاىء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى) [الفجر21-23]
[أنواع الإرادة]

ونؤمن بأنه تعالى (فعال لما يريد) [البروج16]. ونؤمن بأن إرادته نوعان:
كونية، يقع بها مراده ولا يلزم أنيكون محبوبا له، وهي التي بمعنى المشيئة، كقوله تعالى (ولو شاء الله مااقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) [البقرة 253] وقوله (إن كان الله يريد أنيغويكم) [هود 34]
وشرعية، لا يلزم بها وقوع المرادولا يكون المراد فيها إلا محبوبا له، كقوله تعالى (والله يريد أن يتوبعليكم) [النساء 27]
ونؤمن أن مراده الكوني والشرعيتابع لحكمته فكل ما قضاه كونا أو تعبد له خلقه شرعا فإنه لحكمة وعلى وفقالحكمة، سواء علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك (أليس الله بأحكمالحاكمين) [التين 8] (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) [المائدة 50]
[المحبة]

ونؤمن بأن الله تعالى يحب أولياءهوهم يحبونه (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله) [آل عمران 31] فسوفيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) [المائدة 54] (والله يحب الصابرين) [آل عمران146] (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) [الحجرات 9] وأحسنوا إن الله يحبالمحسنين) [البقرة 195]
ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعهمن الأعمال والأقوال ويكره ما نهى عنه منها (إن تكفروا فإن الله غني عنكمولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم) [الزمر 7] (ولكن كره اللهانبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) [التوبة 46] ونؤمن بأن الله يرضىعن الذين آمنوا وعملوا الصالحات (رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه)[البينة 8]
ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على منيستحق الغضب من الكافرين وغيرهم (الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرةالسوء وغضب الله عليهم) [الفتح 6] (ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب منالله ولهم عذاب عظيم) [النحل 106]
ونؤمن بأن لله تعالى وجها موصوفابالجلال والإكرام (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) [الرحمن 27]
ونؤمن بأن لله تعالى يدين كريمتينعظيمتين (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) [المائدة 64] (وما قدروا الله حققدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموت مطويت بيمينه سبحانه وتعالىعما يشركون) [الزمر 67]
ونؤمن بأن لله تعالى عينين اثنتينحقيقيتين لقوله تعالى (واصنع الفك بأعيننا ووحينا) [هود 37] وقال النبي صلىالله عليه وسلم: "حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليهبصره من خلقه." وأجمع أهل السنة على أن العينين اثنتين، ويؤيده قولالنبي صلى الله عليه وسلم في الدجال: "إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور".
ونؤمن بأن الله تعالى (لا تدركهالأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) [الأنعام 103]
ونؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يومالقيامة (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) [القيامة 22-23]
ونؤمن بأن الله تعالى لا مثل لهلكمال صفاته (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) [الشورى 11]
ونؤمن بأنه (لا تأخذه سنة ولا نوم) [البقرة255] لكمال حياته وقيوميته.
ونؤمن بأنه لا يظلم أحدا لكمالعدله. وبأنه ليس بغافل عن أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته. ونؤمن بأنه لايعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض لكمال علمه وقدرته (إنما أمره إذا أرادشيئا أن يقول له كن فيكون) [يس 82] وبأنه لا يلحقه تعب ولا إعياء لكمال قوته (ولقدخلقنا السموت والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب) [ق 38] أي منتعب أو إعياء.
ونؤمن بثبوت كل ما أثبته اللهلنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات.
لكننا نبرأ من محذورين عظيمين هما:
التمثيل، أن يقول بقلبه أو لسانهصفات الله تعالى كصفات المخلوقين.
والتكييف، أن يقول بقلبه أو لسانهكيفية صفات الله تعالى كذا وكذا.
ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عننفسه أو نفاه عنه رسو له صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك النفي يتضمن إثباتالكمال ضده، ونسكت عما سكت عنه الله ورسوله.
ونرى أن السير على هذا الطريق فرضلا بد منه، وذلك لأن ما أثبته الله لنفسه أو نفاه عنها سبحانه فهو خبر أخبرالله به عن نفسه وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدق قيلا وأحسن حديثا والعباد لايحيطون به علما.
وما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهوخبر أخبر به عنه وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلق وأصدقهم وأفصحهم. ففيكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم كمال العلم والصدق والبيان فلاعذر في رده أو التردد في قبوله.
فصل

وكل ما ذكرنا من صفات الله تعالىتفصيلا أو إجمالا إثباتا أو نفيا فإننا في ذلك على كتاب ربنا وسنة نبينامعتمدون وعلى ما سار عليه سلف الأمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون.
ونرى وجوب إجراء نصوص الكتابوالسنة في ذلك على ظاهرها وحملها على حقيقتها اللائقة بالله عز وجل.
ونتبرأ من طريق المحرفين لها الذينصرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله. ومن طريق المعطلين لها الذينعطلوها عن مدلولها الذي أراده الله ورسوله. ومن طريق الغالين فيها الذينحملوها على التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف.ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتابالله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضا،لقوله تعالى (أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيهاختلافا كثيرا) [النساء 82] ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضهابعضا، وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم. ومن ادعى أنفي كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما تناقضا فذلكلسوء قصده وزيغ قلبه، فليتب إلى الله تعالى ولينزع عن غيه. ومن توهمالتناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهمافذلك إما لقلة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر فليبحث عن العلموليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق، فإن لم يتبين له فليكل الأمر إلىعالمه وليكف عن توهمه وليقل كما يقول الراسخون في العلم (آمنا به كل من عندربنا) [آل عمران 7] وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهمااختلاف


يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



عقيده اهل السنه والجماعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيده اهل السنه والجماعه   عقيده اهل السنه والجماعه Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 10, 2010 12:01 pm

.
فصل

ونؤمن بملائكة الله تعالى وأنهم (عبادمكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) [الأنبياء 26-27] خلقهم الهتعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته (لا يستكبرون عن عبادته ولايستحسرون . يسبحون الليل والنهر لا يفترون) [الأنبياء 19-20] حجبهم عنا فلانراهم، وربما كشفهم لبعض عباده، فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريلعلى صورته له ستمائة جناح قد سد الأفق. وتمثل جبريل لمريم بشرا سويافخاطبته وخاطبها، وأتى إلى النبي صلى الله وعنده الصحابة بصورة رجل لايعرف ولا يرى عليه أثر السفر شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر فجلس إلىالنبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتي النبي صلى الله عليهوسلم ووضع كفيه على فخذيه وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وخاطبه النبيصلى الله عليه وسلم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أنه جبريل.
ونؤمن بأن للملائكة أعمالا كلفوابها:
فمنهم جبريل الموكل بالوحي ينزل بهمن عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله.
ومنهم ميكائيل الموكل بالمطروالنبات.
ومنهم إسرافيل الموكل بالنفخ فيالصور حين الصعق والنشور.
ومنهم ملك الموت الموكل بقبضالأرواح عند الموت. ومنهم ملك الجبال، ومنهم مالك خازن النار، ومنهمملائكة موكلون الأجنة في الأرحام، وآخرون موكلون بحفظ بني آدم، وآخرونموكلون بكتابة أعمالهم، لكل شخص ملكان (عن اليمين وعن الشمال قعيد ز مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [ق 17-18]، وآخرون موكلون بسؤال الميت بعدالانتهاء من تسليمه إلى مثواه، يأتيه ملكان يسألانه عن ربه و دينه و نبيهفـ (يثبت الله الذين آمنوا في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل اللهالظالمين ويفعل الله ما يشاء) [إبراهيم 27]، ومنهم الملائكة الموكلون بأهلالجنة (يدخلون عليهم من كل باب . سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) [الرعد23-24].
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلمأن البيت المعمور في السماء يدخله ـ وفي رواية ـ يصلي فيه كل يوم سبعون ألفملك، ثم لا يعودون إليه أخر ما عليهم.
فصل

ونؤمن بأن الله تعالى أنزل علىرسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين، يعلمونهم بها الحكمةويزكونهم. ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابا لقوله تعالى (لقدأرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)[الحديد 25]
ونعلم من هذه الكتب:
ا. التوراة التي أنزلها الله علىموسى صلى الله عليه وسلم، وهي أعظم كتب بني إسرائيل (فيها هدى ونور يحكمبها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوامن كتاب الله وكانوا عليه شهداء) [المائدة 44]
ب. الإنجيل الذي أنزله الله تعالىعلى عيسى صلى الله عليه وسلم، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها (وآتينه الإنجيلفيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين) [المائدة46] (ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم) [آل عمران 50]
ج. الزبور الذي آتاه الله تعالىداود صلى الله عليه وسلم.
د. صحف إبراهيم وموسى عليهماالصلاة والسلام.
هـ. القرآن العظيم الذي أنزله اللهعلى نبيه محمد خاتم النبيين (هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) ل[البقرة185] فكان (مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) [المائدة 48] فنسخ اللهبه جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه من عبث العابثين وزيغ المحرفين (إنانحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر 9] لأنه سيبقى حجة على الخلقأجمعين إلى يوم القيامة. وأما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأمد ينتهي بنزولما ينسخها ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير، ولهذا لم تكن معصومة من فقدوقع فيه التحريف والزيادة والنقص، (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه)[النساء 46] (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند اللهليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) [البقرة79] (قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفونكثيرا) [الأنعام 91] (وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه منالكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند اللهويقولون على الله الكذب وهم يعلمون . ما كان لبشر أن يؤتيه الله الحكموالنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله) [آل عمران 78-79] (يا أهلالكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب) إلى قوله(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) [المائدة 15_17]
فصل

ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقهرسلا (مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان اللهعزيزا حكيما) [النساء 165] ونؤمن بأن أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليهموسلم أجمعين (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) [النساء163] (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) [الأحزاب40] وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوح وعيسى ابن مريم وهمالمخصوصون في قوله تعالى (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوحوإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) [الأحزاب 7]
ونعتقد أن شريعة محمد صلى اللهعليه وسلم حاوية لفضائل شرائع هؤلاء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى (شرعلكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسىوعيسى أن أقيموا الدين ولا تفرقوا فيه) [الشورى 13]
ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقونليس لهم من خصائص الربوبية شيء، قال الله تعالى (ولا أقول لكم عندي خزائنالله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك) [هود 31] وأمر الله محمدا وهو آخرهم أنيقول (لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا أقول إني ملك) [الأنعام50] وأن يقول (لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله) [الأعراف 188] وأنيقول (إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا . قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجدمن دونه ملتحدا) [الجن 21-22]
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد اللهأكرمهم الله تعالى بالرسالة ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياقالثناء عليهم، فقال عن أولهم نوح (ذرية م حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا) [الإسراء3] وقال في آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم (تبارك الذي نزل الفرقان على عبدهليكون للعالمين نذيرا) [الفرقان 1] وقال في رسل آخرين (واذكر عبادنا إبراهيموإسحق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار) [ص 45] (ووهبنا لداود سليمان نعم العبدإنه أواب) [ص 30] وقال في عيسى ابن مريم (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلنهمثلا لبني إسرائيل)ز [الزخرف 59]
ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالاتبرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى (قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموت والأرض لا إلهإلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن باللهوكلمته واتبعوه لعلكم تهتدون) [الأعراف 158]
ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليهوسلم هي دين الإسلام الذي ارتضاه اله تعالى لعبادة وأن الله تعالى لا يقبلم أحد دينا سواه لقوله تعالى (إن الدين عند الله الإسلام) [آل عمران 19] وقوله(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) [المائدة3] وقوله (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة منالخاسرين) [آل عمران 85]
ونوى أن من زعم اليوم دينا قائمامقبولا عند الله سوى دين الإسلام من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهمافهو كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل مرتدا، لأنه مكذب للقرآن. ونرى أن من كفربرسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس جميعا فقد كفر بجميع الرسل، حتىبرسوله الذي يزعم أنه مؤمن به متبع له لقوله تعالى (كذبت قوم نوح المرسلين)[الشعراء 105] فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبق نوحا رسول، وقالتعالى (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسلهويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك همالكافرون حقا وأعتدنا لهم عذابا مهينا) [النساء 150-151]
ونؤمن بأنه لا نبي بعد محمد رسولالله صلى الله عليه وسلم، ومن ادعى النبوة بعده أو صدق من ادعاها فهو كافرلأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين.
ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليهوسلم خلفاء راشدين خلفوه في أمته علما ودعوة وولاية على المؤمنين، وبأنأفضلهم وأحقهم بالخلافة أبو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب ثم عثمان بنعفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
وهكذا كانوا في الخلافة قدرا كماكانوا في الفضيلة، وما كان الله تعالى ـ وله الحكمة البالغة ـ ليولي علىخير القرون رجلا وفيهم من هو خير منه وأجدر بالخلافة.
ونؤمن بأن المفضول من هؤلاء قديتميز بخصيصة يفوق فيها من هو أفضل منه، لكنه لا يستحق بها التفضيل المطلقعلى من فضله، لأن موجبات الفضل كثيرة متنوعة.
ونؤمن بأن هذه الأمة خير الأمموأكرمها على الله عز وجل، لقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرونبالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) [آل عمران 110]
ونؤمن بأن خير هذه الأمة الصحابةثم التابعون ثم تابعوهم، وبأنه لا تزال طائفة من هذه الأمة على الحقظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل.
ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضيالله عنهم من الفتن، فقد صدر عن تأويل اجتهدوا فيه فمن كان منهم مصيبا كانله أجران، ومن كان منهم مخطئا فله أجر واحد وخطؤه مغفور له. ونرى أنه يجب أننكف عن مساوئهم فلا نذكرهم إلا بما يستحقونه من الثناء الجميل، وأن نطهرقلوبنا من الغل والحقد على أحد منهم لقوله تعالى فيهم (لا يستوي منكم منأنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلواوكلا وعد الله الحسنى) [الحديد 10] وقوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهميقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فيقلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) [الحشر 10]
فصل
ونؤمن باليوم الآخر، وهو يومالقيامة الذي لا يوم بعده، حين يبعث الله الناس أحياء للبقاء إما في دارالنعيم وإما في دار العذاب الأليم.
فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالىالموتى حين ينفخ إسرافيل في الصور النفخة الثانية (ونفخ في الصور صعق من فيالسموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم ينظرون) [الزمر68] فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين، حفاة بلا نعال عراة بلا ثياب غرلابلا ختان (كما بدأنا أول خلق نعيده وعد علينا إنا كنا فعلين)ز [الأنبياء 104]
ونؤمن بصحائف الأعمال تعطىباليمين أو من وراء الظهور بالشمال (فأما من أوتي كتابه بيمينه . فسوفيحاسب حسابا يسيرا. وينقل إلى أهله مسرورا. وأما من أوتي كتابه بشماله فسوفيدعو ثبورا. ويصلى سعيرا) [الانشقاق 7-12] (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقهونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليومعليك حسيبا) [الإسراء 13-14]
ونؤمن بالموازين توضع يوم القيامةفلا تظلم نفس شيئا (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)[الزلزلة 7،8] (فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون. ومن خفت موازينهفأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون. تلفح وجوههم النار وهم فيهاكالحون) [المؤمنون 102-104] (من جاء بالحسنة فه عشر أمثالها ومن جاء بالسيئةفلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون). [الأنعام 160]
ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول اللهصلى الله عليه وسلم خاصة. يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده حينيصيبهم من الهم والكرب مالا يطيقون فيذهبون إلى آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثمموسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونؤمن بالشفاعةفيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها وهي للنبي صلى الله عليه وسلموغيره من النبيين والمؤمنين والملائكة. وبأن الله تعالى يخرج من النارأقواما من المؤمنين بغير شفاعة بل بفضله ورحمته.
ونؤمن بحوض رسول الله صلى اللهعليه وسلم، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك،طوله شهر وعرضه شهر وآنيته كنجوم السماء حسنا وكثرة، يرده المؤمنون منأمته، من شرب منه لم يضمأ بعد ذلك.
ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنميمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فيمر أولهم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمرالطير وشد الرجال، والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول: يا ربسلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد ، فيأتي من يزحف، وفي حافتي الصراط كلاليبمعلقة مأمورة تأخذ من أمرت به، فمخدوش ناج ومكردس في النار.
ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنةمن أخبار ذلك اليوم وأهواله، أعاننا الله عليها.
ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليهوسلم لأهل الجنة أن يدخلوها، وهي للنبي خاصة.
ونؤمن بالجنة والنار، فالجنة دارالنعيم التي أعدها الله للمؤمنين المتقين، فيها من النعيم ما لا عين رأتولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعينجزاء بما كانوا يعملون) [السجدة 17]
والنار دار العذاب أعدها اللهتعالى للكافرين الظالمين، فيها من العذاب والنكال ما لا يخطر على البال (إناأعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهليشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا) [الكهف 29]
وهما موجودتان الآن، ولن تفنيا أبدالآبدين (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا)[الطلاق 11] (إن الله لعن الكافرينوأعد لهم سعيرا . خالدين فيها أبدا لا يجدون فيها وليا ولا نصيرا. يوم تقلبوجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا) [الأحزاب 64-66]
ونشهد بالجنة لكل من شهد له الكتابوالسنة بالعين أو بالوصف. فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي بكر وعمروعثمان وعلي ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الشهادةبالوصف الشهادة لكل مؤمن أو تقي.
ونشهد بالنار لكل من شهد له الكتابوالسنة بالعين أو بالوصف، فمن الشهادة بالعين الشهادة لأبي لهب وعمر بنلحي الخزاعي ونحوهما، ومن الشهادة بالوصف الشهادة لكل كافر أو مشرك شركاأكبر أو منافق.
ونؤمن بفتنة القبر، وهي سؤال الميتفي قبره عن ربه ودينه ونبيه فـ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فيالحيوة الدنيا وفي الآخرة) [إبراهيم 27] فيقول المؤمن: ربي الله ودينيالإسلام ونبيي محمد. وأما الكافر والمنافق فبقول: لا أدري سمعت الناسيقولون شيئا فقلته.
ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين (الذينتتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون)[النحل 32]
ونؤمن بعذاب القبر للظالمينالكافرين (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهمأخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحقوكنتم عن آياته تستكبرون) [الأنعام 93]والأحاديث في هذا كثيرة معلومة، فعلىالمؤمن أن يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة من هذه الأمور الغيبية وأن لايعارضها بما يشاهد في الدنيا، فإن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا لظهورالفرق الكبير بينهما. والله المستعان.
فصل
ونؤمن بالقدر خيره وشره، وهو تقديرالله تعالى للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضته حكمته. وللقدر أربع مراتب:
المرتبة الأولى، العلم فنؤمن بأنالله تعالى بكل شيء عليم، علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الأزليالأبدي، فلا يتجدد له علم بعد جهل ولا يلحقه نسيان بعد علم.
المرتبة الثانية، الكتابة فنؤمنبأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن إلى يوم القيامة (ألم تعلمأن الله يعلم ما في السموت والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير) [الحج70] المرتبة الثالثة المشيئة، فنؤمن بأن الله تعالى ذد شاء كل ما في السمواتوالأرض، لا يكون شيء إلا بمشيئته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
المرتبة الرابعة الخلق، فنؤمن بأنالله تعالى (خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل له مقاليد السموت والأرض) [الزمر62-63] وهذه المراتب الأربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما يكون منالعباد فكل ما يقوم به العباد من أقوال أو أفعال أو تروك فهي معلومة للهتعالى مكتوبة عنده والله تعالى قد شاءها وخلقها (لمن شاء منكم أن يستقيموما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) [التكوير 28-29] (ولو شاء الله مااقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد) [البقرة 253] (ولو شاء الله ما فعلوه فذرهموما يفترون) [الأنعام 137]( والله خلقكم وما تعملون) [الصافات 96] ولكننا مع ذلكنؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقدرة بهما يكون الفعل، والدليلعلى أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور: الأول قوله تعالى (فأتوا حرثكم أنىشئتم) [البقر 223] وقوله ول ارادوا الخروج لأعدوا له عدة) [التوبة 46] فأثبتللعبد إتيانا بمشيئته وإعدادا بإرادته، الثاني، توجيه الأمر والنهي إلىالعبد، ولو لم يكن له اختيار وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما لايطاق وهو أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادق في قوله (لا يكلفالله نفسا إلا وسعها) [البقر 286]
الثالث، مدح المحسن على إحسانه وذمالمسيء على إساءته وإثابة كل منهما بما يستحق ولولا أن الفعل يقع بإرادةالعبد واختياره لكان مدح المحسن عبثا وعقوبة المسيء ظلما، والله تعالىمنزه عن العبث والظلم.
الرابع، أن الله تعالى أرسل الرسل (مبشرينومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) [النساء 165] ولولا أن فعلالعبد يقع بإرادته واختياره ما بطلت حجته بإرسال الرسل.
الخامس، أن كل فاعل يحس أنه يفعلالشيء أو يتركه بدون أي شعور بإكراه، فهو يقوم ويقعد ويدخل ويخرج ويسافرويقيم بمحض إرادة ولا يشعر بأم أحدا يكرهه على ذلك، بل يفرق تفريقا واقعيابين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن يكرهه عليه مكره، وكذلك فرق الشرعبينهما تفريقا حكيما فلم يؤآخذ الفاعل بما فعله مكرها عليه فيما يتعلق بحقالله تعالى، ونرى أنه لا حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى، لأنالعاصي يقدم على المعصية باختياره من غير أن يعلم أن الله تعالى قدرهاعليه، إذ لا يعلم أحد قدر الله تعالى إلا بعد وقوع مقدوره (وما تدري نفسماذا تكسب غدا) [لقمان 34] فكيف يصح الاحتجاج بحجة لا يعلمها المحتج بها حينإقدامه على ما اعتذر بها عنه؟ وقد ابطل الله تعالى هذه الحجة بقوله تعالى (سيقولالذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذبالذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعونإلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون) [الأنعام 148] ونقول للعاصي المحتج بالقدر:لماذا لا تقدم على الطاعة مقدرا أن الله تعالى قد كتبها عليك، فإنه لا فرقبينها وبين المعصية في الجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ةلهذا لما أخبرالنبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد كتب مقعده من الجنةومقعده من النار قالوا: أفلا نتكل وندع العمل؟ قال: لا اعملوا فكل ميسر لماخلق له.
ونقول للعاصي المحتج بالقدر: لوكنت تريد السفر لمكة وكان لها طريقان، أخبرك الصادق أن أحدهما مخوف صعبوالثاني آمن سهل، فإنك ستسلك الثاني ولا يمكن أن تسلك الأول وتقول: إنهمقدر علي، ولو فعلت ذلك لعدك الناس في قسم المجانين.
ونقول أيضا: لو عرض عليك وظيفتان،إحداهما ذات مرتب أكثر فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة، فكيف تختار لنفسكفي عمل الآخرة ما هو الأدنى ثم تحتج بالقدر.
وقول له أيضا: نراك إذا أصبتبمرضجسمي طرقت باب كل طبيب لعلاجك وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحةوعلى مرارة الدواء، فلماذا لا تفعل مثل ذلك في مرض قلبك بالمعاصي؟
ونؤمن بأن الشر لا ينسب إلى اللهتعالى لكمال رحمته وحكمته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " والشر ليسإليك" رواه مسلم، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدا، لأنه صادر عنرحمة وحكمة. وإنما يكون الشر في مقضياته، لقول النبي صلى اله عليه وسلم فيدعاء القنوت الذي علمه الحسن: " وقني شر ما قضيت" فأضاف الشر إلى ماقضاه، ومع هذا فإن الشر بالمقضيات ليس شرا خالصا محضا، بل هو شر في محله منوجه وخير من وجه أو شر في محله خير في محل آخر. فالفساد في الأرض من الجدبوالمرض والفقر والخوف شر لكنه خير في محل آخر، قال الله تعالى (ظهر الفسادفي البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)[الروم 41] وقطع يد السارق ورجم الزاني شر بالنسبة للسارق والزاني في قطعاليد وإزهاق النفس، لكنه خير لهما من وجه آخر، حيث يكون كفارة لهما فلايجمع لهما بين عقوبتي الدنيا والآخرة، وهو أيضا خير في محل آخر حيث إن فيهحماية الأموال والأعراض والأنساب.
فصل

هذه العقيدة السامية المتضمنةلهذه الأصول العظيمة تثمر لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة. فالإيمان باللهتعالى وأسمائه وصفاته يثمر للعبد محبة لله وتعظيمه الموجبين للقيام بأمرهواجتناب نهيه. والقيام بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بها كمالالسعادة في الدنيا والآخرة للفرد والمجتمع (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىوهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) [النحل97]
ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:

أولا: العلم بعظمة خالقهم تباركوتعالى وقوته وسلطانه،
ثانيا: شكره تعالى على عنايتهبعباده حيث وكل بهم من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم وكتابة أعمالهم غيرذلك من مصالحهم.
ثالثا: محبة الملائكة على ما قاموابه من عبادة الله تعالى على الوجه الأكمل ولاستغفارهم للمؤمنين.
ومن ثمرات الإيمان بالكتب:

أولا: العلم برحمة الله تعالىورحمة بخلقه، حيث أنزل لكل قوم كتابا يهديهم به،
ثانيا: ظهور حكمة الله تعالى حيثشرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم هذه الكتب القران العظيممناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومكان إلى يوم القيامة،
ثالثا: شكر نعمة الله تعالى على ذلك.
ومن ثمرات الإيمان بالرسل:

أولا: العلم برحمة الله تعالىوعنايته بخلقه، حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد،
ثانيا: شكره تعالى على هذه النعمةالكبرى،
ثالثا: محبة الرسل وتوقيرهموالثناء عليهم بما يليق بهم، لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، قاموالله بعبادته وتبليغ رسالته والنصح لعباده والصبر على أذاهم.
ومن ثمرات الإيمان باليوم الآخر:

أولا: الحرص على طاعة الله تعالىرغبة في ثواب ذلك اليوم، والبعد عن معصيته خوفا من عقاب ذلك اليوم،
ثانيا: تسلية المؤمن عما يفوته مننعيم الدنيا ومتاعها، بما يرجوه من نعيم الآخرة وثوابها.
ومن ثمرات الإيمان بالقدر:

أولاك الاعتماد على الله تعالى عندفعل الأسباب، لأن السبب والمسبَب كلاهما بقضاء الله وقدره،
ثانيا: راحة النفس، طمأنينة القلبأنه متى علم أن ذلك بقضاء الله تعالى وأن المكروه كائن لا محالة ارتاحتالنفس واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب، فلا أحد أطيب عيشا وأريح نفسا وأقوىطمأنينة ممن آمن بالقدر.
ثالثا: طرد الإعجاب بالنفس عندحصول المراد، لأن حصول ذلك نعمة من الله بما قدره من أسباب الخير والنجاح،فيشكر الله تعالى على ذلك ويدع الإعجاب.
رابعا: طرد القلق والضجر عند فواتالمراد أو حصول المكروه، لأن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السمواتوالأرض وهو كائن لا محالة، فيصبر على لك ويحتسب الأجر، وإلى هذا يشير اللهتعالى بقوله ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبلأن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بماآتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) [الحديد 22-23]
فنسأل الله تعالى أن يثبتنا علىهذه العقيدة وأن يحقق لنا ثمراتها ويزيدنا من فضله وأن لا يزيغ قلوبنا بعدإذ هدانا وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين. وصلىالله وسلم عل نبينا محمد وعلى أله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقيده اهل السنه والجماعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رومانسي :: القسم الأسلامي [ Islamic Section ] ::  عقيده اهل السنه والجماعه -
انتقل الى:  
اخر مواضيع منتديات رومانسي عالم من الاحساس والرومانسيه
 اخر مواضيع منتديات رومانسي عالم من الاحساس والرومانسيه <div style="background-color: #ffffff;"><a href="http://www.rsspump.com/?web_widget/rss_ticker/news_widget" title="News Widget">News Widget</a></div> .......


اعــلان اداري
Powered byromantic.dahek.net ® Version 2
Copyright © 2010
.:: جميع الحقوق محفوظه لمنتديات رومانسي © ::.
جميع المواضيع و الردود تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر عن رأي إداره منتديات رومانسي بــتــاتــآ
مع العلم انه للادارة حق حذف اى مخالفه وهذا ما نقوم به دوما
ونشكر تعاون كل من يبلغنا ان وجدت مخالفه لدينا
»» إبراء ذمة إدارة المنتدى ، امام الله وامام جميع الزوار والاعضاء ، على مايحصل من تعارف بين الاعضاء او زوار على مايخالف ديننا الحنيف ، والله ولي التوفيق

http://www.imanway.com/akhawat/images/icons/icon42.gif

»»يرجى التسجيل بايميل صحيح حتى لا تتعرض العضوية للحذف و حظر الآى بى
http://www.imanway.com/akhawat/images/icons/icon42.gif
.:: لمشاهدة أحسن للمنتدى يفضل جعل حجم الشاشة (( 1024 × 780 ))ومتصفح فايرفوكس::.

عقيده اهل السنه والجماعه 200x3210

.: عدد زوار المنتدى آخر 7 أيام :.

. عقيده اهل السنه والجماعه Labels=0