العدل
والمساواة :
قلقت قبيلة
"قريش" قلقًا شديدًا بعد أن سرقت امرأة
قرشية من "بني مخزوم" ،
ولم يكن قلقهم بسبب ما أقدمت عليه تلك المرأة
من السرقة بقدر ما كان قلقهم من إقامة الحد عليها ،
وقطع يدها ،
فاجتمع أشراف قريش،
يفكرون في طريقة يحولون بها دون تنفيذ تلك العقوبة على امرأة منهم ،
وانتهت محاوراتهم إلى توسيط الصحابي الجليل
"أسامة بن زيد" حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،
فهو أقدر الناس على مخاطبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الأمر،
فقبل "أسامة" رجاءهم ،
وتقدم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشفع في درء حد السرقة عن تلك المرأة ،
فتَلَوّن وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ،
وغضب غضبًا شديدًا ،
واستنكر أن يشفع أسامة في تطبيق حد من حدود
الله ،
فأدرك أسامة خطأه ،
وطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أن يستغفر له .
وقد
كان هلاك الأمم السابقة أنهم كانوا ينفذون
العقوبة على الضعفاء والفقراء ،
ولا ينفذونها على الأقوياء والأغنياء ،
فجاء الإسلام وسوى بين الناس فى الحقوق والواجبات .
وقد طبق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حدود الله على الجميع بلا استثناء ،
حتى إنه - صلى الله عليه وسلم - أقسم لو أن
فاطمة بنته سرقت لقطع - صلى الله عليه وسلم -
يدها ،
فقال صلى الله عليه وسلم :
(وأيم الله , لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) ,
أيم الله : أي أقسم بالله ,
وحاشاها رضي الله عنها وأرضاها ,
ثم أمر- صلى الله عليه وسلم - بتنفيذ حد الله في السارقة فقطعت
يدها ،
ولقد تابت تلك المرأة عن فعلتها ،
وحسنت توبتها ،
وتزوجت بعد ذلك ،
وكانت تتردد على بيت النبوة فتجد فيه الود والرعاية والقبول .
وكان ذلك قمّة في العدل
فصلّى الله وسلّم على نبينا وحبيبنا وشفيعنا بإذن الله يوم القيامة صلاة
وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين وعلى آله وصحبه وتابعيه وتابعيهم
بإحسان إلى يوم الدين أجمعين ,
يارب العالمين ,
اللهم آمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته